بعدما خرجوا من يافا ، العام 1948م حاملين معهم مفاتيح بيوتهم وأولادهم والأمل في قلوبهم ، أخذ الناس يعتادون شيئاً فشيئاً على الحياة بعيداً عن بلادهم .كانوا يعتقدون بأن غيبتهم لن تطول لأكثر من أسبوعين، …. كان من سيصبح أبي في مصر ـ آنذاك ـ يمضي إجازته، أما مَن أصبحت والدتي، فقد هاجرت مع عائلتها إلى مصر، حيث تعرَّفت على والدي ، وتزوَّجا في صيف العام 1952.ذات يوم مصري خريفي ، كان محمَّلاً بالرياح الخماسين ، وُلدت ليلى ، البكر في الأسرة الصغيرة. لكن ، قبل أن تنطق بالأحرف الأولى ، ولم تكن قد أتمَّت بعد عامها الأول ، توفيت إثر إصابتها بحمّى لم يستطع الأهل علاجها منها. اعتاد الناس في تلك الأيام ، النظر عبر النوافذ ، لعلهم يلمحون مَن يحمل لهم أنباء عن قرب موعد العودة ، الذي أخذ يبتعد بمرور الزمن . كثيرون بدأوا البحث عن عمل لسدّ حاجات الحياة ، فافتتح جدي لأمي محلين للبقالة ، في حين كان والد جدتي من أوائل الأطباء في يافا، وفتح جدي لأبي محلاً لبيع الأقمشة ، وكان تاجراً معروفاً في سوق البلابسه في يافا ، ولا زالت بيارات البرتقال تحمل اسمه إلى الآن.ونظراً لظروف الهجرة ، لم يُكمل والديَّ دراستهما الجامعية . ومضت الأيام وهي حُبلى بما ستلده من أحداث . وعند فجر أحد الأيام الباردة من العام 1956 ، حيث كانت الأمطار الغزيرة تتسابق لامتطاء صهوات الرياح ، وسط موجات الرعد الهادر والبرق الذي يشقّ بضوئه عتمة الظلام ، وفي المنزل الصغير الواقع في حي مصر العتيقة ، جئت ضيفاً على الحياة. أذكر من طفولتي أنَّ الشقة التي كنا نقطنها كانت صغيرة ، غرفها شحيحة الضوء ، في كلٍّ منها نافذة تطل على الشارع . وفي الغرفة الداخلية ، نافذة تطل على “المنور”.
بل إن بعض النسوة رتبن غرفهن وأغراضهن لغياب ربما يمتد لشهر….
كان الأثاث قديماً، يغلب عليه الطابع النفعي ، أكثر من الجمالي ، الذي كانت تفتقده أيضاً الجدران التي زيَّنتها لوحات تجسِّد المأساة الفلسطينية : هنا ” جمل المحامل ” ، رجل عجوز ، بوجه شديد البأس ، يحمل على ظهره مدينة القدس . وغير بعيد عنه ، تقف فتاة النصر بوجهها المشرق ، تحمل العلم الفلسطيني وسط جماهير غفيرة ، وقد كتبت تحتها عبارة ” كلنا عائدون “. وفي غرفة الجلوس شُدَّت إلى الحائط ، رغماً عنها ، مكتبة صغيرة ، كنا نخشى الجلوس تحتها خشية سقوطها علينا.لم يكن في المنزل فراغ . حتى ما تحت الآسرة ، تحوَّل إلى مخازن للأشياء التي تُستخدم بين فترة وأخرى .
الآرائك من الداخل تحولت إلى خزائن بدائية للملابس ، تتبدَّل محتوياتها بحسب فصول العام . على الشرفة ، لا أمل في العثور على زاوية للجلوس ، وقد غطى جدرانها ” مجادل ” الثوم والبصل ، و”حبال ” البامية المخرَّزة كعقد من الزمان ، فيما احتلَّت الحافة بعض الأواني الممتلئة بزهور بائسة . في مكان آخر ، كانت تتكئ منضدة صغيرة ، متآكلة الحواف ، وفي الأسفل منها ، تختبئ أواني المخلَّلات والمربَّيات ، التي أُنهِكت أمي في إعدادها للآتي من الأيام . أما الجداران المتقابلان فقد وصل بينهما حبل غسيل كان على الدوام يئن من ثقل ما يحمله من الملابس التي تنتظر أشعة الشمس المتسلِّلة عبر المباني المتلاصقة، لكي تجفّ .
كانت الضوضاء في ذلك البيت من النوع الذي لا يُنسى . منذ ساعات الصباح الأولى ، يستفيق الناس على أصوات باعة الخضار والفواكه ، وكلُّ “يغنِّي” على بضاعته . وعند الظهيرة ، يبدأ عزف موسيقى باعة أسطوانات الغاز المنزلي ، الذين يستمتعون بالطرق بمفاتيحهم عليها ، إعلاناً عن قدومهم إلى الحي . وما أن يأتي المساء ، حتى يبدأ فصل جديد مع وصول بائع “حمّص الشام” ، الذي تسبقه إلى المكان رائحة خليط البهارات المنبعثة من عدَّة الشغل ، حمَّص مسلوق وليمون وفلفل وكمُّون ، .. عربة بعجلات ، متواضعة ومزينة بألوان صارخة ، يدفعها رجل في حركة دائمة ، لا تكلّ يداه ولا تكفّ ، عن التنقُّل بين الأواني المختلفة الموزَّعة أمامه ، يقدِّم لزبون ما يطلبه ، يتسلَّم من آخر ثمن وجبته ، يرد على الأصوات الآتية إليه من كل حدب وصوب
… ومع هبوط الليل ، نستمع إلى همهمات وآهات زاحفة من بيوت الجيران ، وبصوت قراءة تلميذ متداخل مع شخير نائم . فالبيوت متلاصقة، ولا يمكن لأحد أن يسدّ أذنيه أو أن يغمض عينيه ، ليحول بينه وبين صوت أو ” لقطة” تأتيه دونما استئذان .وللصيف أجواؤه الخاصة ، لاسيما مع معزوفة باعة العرقسوس الذين يُعلنون عن قدومهم بالقرع على الصاجات . جلبة لا تتوقف ، وأصوات تجعل القاطنين المحشورين داخل منازلهم ، جزءًا من الشارع الذي يضج بالحياة .
أما المقهى القابع عند الناصية فيتحوّل إلى مرتع يومي لمرتاديه من المراهقين والشبّان، الذين لا تشغل الكثيرين منهم إلاّ مراقبة المارة ، خاصة الإناث . الأنظار مشدودة إليهن ، والعيون ترمقهن بنظرات الشهوة والرغبة، وأحياناً لا يخلو الأمر من بعض المعاكسات، التي كانت تتحوَّل في الغالب إلى معارك بالأيدي ، بين مرتادي المقهى وإخوة الصبايا أو جيرانهن من الرجال ، الذين تأخذهم النخوة ولزوم إبراز الرجولة لتأكيد الحفاظ على بنات الحي من أية نظرات أو ألفاظ غير لائقة.
كان اكتمال سيمفونية الضوضاء يأتي من داخل بيتنا، حيث أمي تعزف على ماكينتها ” السنجر” للخياطة . وكثيراً ما كانت أصوات الآلات الموسيقية التي تهدر في المساء من المذياع ، تتداخل مع أزيز ماكينة الخياطة، ولكم حسبت أنَّ هذا الأزيز هو جزء من ” سيمفونية القدر ” لبيتهوفن ، لم يتسنَّ تدوينه. وكم كان محبّباً الاستماع إلى قرع الصنوج في ” كارمينا بورانو ” ، لكارل أورف ، في تداخله مع قرع صاجات بائع العرقسوس.برعت أمي في استخدام ماكينتها التي كانت تعمل بواسطة اليد والقدم، وكانت تدهشني مهارتها عند إدخال الخيط وسط ثُقب الإبرة ، بينما كان “الكشتبان” المزخرف يئن بصمت تحت تأثير وخزاتها المتكرِّرة . كان عملها يوفِّر لنا بعض الأموال اللازمة لمواجهة متطلبات الحياة ، في وقت كان المجتمع ينظر إلى هذا العمل بازدراء ، لدلالته على أن ربَّ البيت غير قادر على تأمين المال الكافي لإعالة أسرته، مما يضطر سيدة المنزل إلى العمل .
ولم يكن ذلك محل رضى أو فخر لدينا نحن الأبناء ، ذلك أننا كنا نرى أن ليس من اللائق لوالدتنا أن تعمل على خياطة الملابس لسيدات لا نعرفهنَّ ، وكنا أصغر من أن نكون مُنتجين أو قادرين على العمل . وحده ، قرارنا بالتقليل من طلباتنا آنذاك ، كان سبيلنا إلى الاكتفاء.كانت الحياة ، بمجملها ، مكرَّسة لتدبير شؤون المنزل ومتطلبات العائلة من العيش اليومي . الناس يشتركون في المعاناة من الهموم نفسها، بعضهم يتبرَّم منها فيعيش في ضجر وضيق ، والبعض الآخر يتقبلها فيعيش بصبر ورضا. هكذا كانت حياتي في القاهرة ، شبيهة بفوضى كونية. فقر ألبسوه لباس النبل .
كنت في الخامسة من عمري ، في ذلك المساء المعتم المشبع بالرطوبة . كنا نلعب في منزل عمي في حي المنيل ، نتزحلق على منحدر صغير من الرخام، على جانب سلّم متآكل لا يتجاوز عدد درجاته الخمس ، عندما اندفعت مرتطماً بأم رأسي على الأرض . وما أن وقفت حتى تعالى صراخ الصبية من حولي، فركضت مرتبكاً ملتاعاً لا أدري ماذا حدث ولمن. ووجدتني بدوري أصرخ عندما تواجهت مع أمي وأبي . ازدادت حيرتي ، وتساءلت أمي ، وهي في حالة هستيرية من البكاء والارتباك : ماذا حدث لعينيك ؟ فقلت ، وعيناي تترقرقان بدموع تغالب الانهمار : لا أدري . وذهبت إلى المرآة وأنا لا أشعر بألم ، وهناك رأيت وجهاً لا أعرفه : سواد العينين يتجه إلى الداخل جهة الأنف، وبياض مخيف يملأ المكان . أصوات متداخلة من حولي ، الظلام يطبق على المكان ، الهواء بدا ثقيلاً ، وأخذت أنفاسي تتلاشى بسرعة ، فشعرت فجأة بألم لم أشعر به من قبل ، فغبت عن الوعي آملاً ألاّ أكون ذلك الشخص الذي رأيته في المرآة. أَفَقْتُ لأرى عيوناً تحملق بيَّ ، وأيادٍ تمتد إليّ ، بعضها يتحسَّس جبيني ، وسط قراءات لآيات قرآنية، وأخرى تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم . قُدِّمت إليّ آنية صغيرة من الفضة ، كُتِبَت عليها آيات قرآنية زُيِّنَت بزخارف نباتية ، وبها قليل من الماء ، كان عليَّ أن أرتشفه لكي تذهب ” الخَضَّة ” !! شربت ، لكنني ازددت ارتباكاً.
مرَّت الأيام بطيئة ثقيلة ، قضيت معظمها متنقلاً بصحبة أمي وأبي ما بين الأطباء ، وكان الردّ : ” لا مجال لإجراء عملية قبل بلوغي سن العاشرة، ذلك أن عضلات العين أصيبت بارتخاء شديد ، ومن الصعب المجازفة بإجراء العملية قبل ذلك السن . لم ييأس والدَيَّ من المحاولة ، فانتقلوا بي من عالم الأطباء ، الذين أوصدوا الأبواب في وجهي لِسِتِّ سنوات قادمة ، إلى عالم المشعوذين ، أملاً في التوصُّل إلى علاج لمشكلتي. وهناك أخذت أسمع عبارات غريبة لم أعرف معناها ، مثل: ” الجن لابسه ” .. ” لازم تعملي له زار “. وهكذا ، دخلت في جلسات من الصخب العنيف ، نسوة يدُرْن بجنون من حولي، بملابسهن الحمراء والزرقاء ، ويرقصن بنهودهن المكتنزة الشامخة وبتلك المترهِّلة ، التي تهتزّ على وقع القرع العنيف للطبول وطقطقة صاجات الدفوف، وسط روائح البخور التي تفوح في أرجاء المكان ، بينما أنا أدور بينهن آملاً أن يخرج الجنّ منِّي، مع كل حركة صعود أو هبوط. كانت حفلات الزار مبعثاً للمتعة بالنسبة لي ، وكنت في بعض الأحيان أنسِّق حركة رأسي مع حركة النهود المتمايلة للنساء اللواتي يرقصن بجنون ، بينما تتماوج أردافهن من حولي ، وأدور حول نفسي إلى أن أغيب عن الوعي.
لم أكن أكره شيئاً، لقد أحببت تلك الحفلات التي كان يعقبها عشاء من “الفتة” ، المكوَّنة من اللحم المسلوق مع الأرز والخبز المُشَّبع بالمرق . لقد أحببت هذا الجنون الجميل ولم أعد أنظر إلى المرآة ، فهناك شخص آخر يقبع بها، يخيفني.كانت ” الكودية ” هي المسؤولة عن طقوس الزّار ، ويعتقد أتباعها أنَّ لها قدرات خارقة تمكِّنها من أن تكون الوسيط بين الإنسان والجنّ والقوى الخفية، التي يُعتقد بتأثيرها في مسار حياة الإنسان ومصيره . كما يُعتقد أن شخصية ” الكودية ” تمتاز بتكوين روحي يؤهِّلها للتعامل مع القوى الخفية ، عيناها برّاقتان ونظراتها حادة، تهذي بكلمات سحرية غير مفهومة لاسترضاء الأسياد ، تنطق بلغة لا أعرفها ، وتتمايل بحدَّة فيتأرجح نهداها بقوة ، وكأن سياط النار تلسعها ، وتصل في مرحلة متقدِّمة إلى فقدان الوعي ، كمن استطاع اختراق الطبيعة وتمكَّن من مخالطة الأرواح الخفية ، فتتقمَّص جسدها الذي ينتفض وتفوح منه رائحة العرق والنار، وسرعان ما تفيق من غيبوبتها والدم يكاد يقفز من وجهها المُحْمرّ من شدة الحماسة ، وترقص بوحشية ، كما ” سالومي ” أمام ” هيرود ” ، الحاكم الروماني للأراضي المقدسة في القرن الميلادي الأول، تلك الرقصة التي حملت هيرود على قتل يوحنا المعمدان .كاد يقتلني رقص الكودية المتوحش، وتساءلت لماذا لا تكفّ النساء عن الرقص؟ وهل رقص النساء محاولة للتعبير عن جمال الجسد ، أم طريقة لتفريغ النفوس المضطربة، من الجن والجنون.كنت أتمايل بين أجساد النساء اللواتي كن يرقصن بخلاعة على وقع طرق الدفوف المزخرفة بالحنّاء ، مستمتعاً بالحرية البدائية التي تحيطني ، وبهذا الوجود السوريالي . وبينما كنت في هستيريا الرقص فوجئت بالنسوة يمسكن بي على حين غرة ، من يديَّ ورجليَّ ، ويخلعون عني ملابسي ، فوضعنني في طست ليذبحن فوقي ديكاً ودجاجة ، والدم الدافئ ينهمر على رأسي وجسدي والخوف المرعب يتملكني، فكنت أصرخ وأصرخ ولا يصدر عني صوت وأنظر حولي فلا أرى سوى أشباح، اغتسلت بهذا الدم الذي أخذ ينهمر دافئاً مبعثراً مع ارتعاش الديك المذبوح فوقي، الدجاجة وأنا ننتفض سوياً، هي من الألم وأنا من الرعب.
غرقت في الدم المتخثر، وبعض رذاذه ذاب في فمي خلال صرخاتي، فكرهته وكرهت كل شيء ، وعندما استيقظت من إغماءتي ، لم أكن أدري ما إذا كنت حياً أم ميت ؟ وصرت أصحو من النوم مذعوراً على حلم انتفاض الدجاجة ، دمها متناثر على جسدي ، وعيناها تحملق في عينيَّ . أما في المرآة فلا زلت أرى شخصاً أخر . أصبحت أكلِّم نفسي، إذ لم يعد لدي ما أتحدث به مع الآخرين.إزاء كل ما حدث ، كانت أمي تبدو مستسلمة ، كان بإمكانها إنقاذي، ولكنها تركتني لراقصات الجهل والتخلُّف، على أمل الشفاء على اهتزاز نهودهن وأردافهن . كنت أتمنى أن ينتهي كل ذلك، لم أعُد أرغب في الذهاب إلى أي مكان ، وأصبحت أخشى الظلام، الذي كنت أراه دائماً يهبط من الجدران فيحاصرني ويجعلني أشعر بالصقيع والغربة . كلما حلّ كنت أشعر بدم الديك الدافئ يتناثر على وجهي، مع حلول الظلام كل يوم ،لقد أصبحت في حلقة مفرغة لا فكاك منها.كان الضباب كثيفاً ، لا ينقشع ، يوم اقتيادي إلى مدرسة الجلاء الابتدائية في شارع الظاهر ، حيث أجلستني المعلمة في الصف الأخير ، في أول يوم دراسي في حياتي. كان التلامذة يتحاشون الحديث معي . كنت أحب الجميع والجميع لا يحبونني. لقد كان وضع النظّارة وشكل عينيَّ باعثاً للخوف والسخرية . وكثيراً ما كان الصبية يتجمَّعون حولي مستهزئين ، البعض منهم يرفع يده ليسألني كم عدد أصابعها، وآخرون يهتفون : ” أبو نظّاره عِلْق الحارة “. وهكذا مضت سنوات طفولتي الأولى . كنت أشعر حينها أنني منبوذ ومكروه من قبل المحيطين بي . أما أمي فقد كانت تجلس كل ليلة إلى جوار النافذة ، تقرأ على مسامعي آيات من القرآن الكريم .
وعندما بلغت سن الحادية عشر أجريت لي العملية في مستشفى الدمرداش التابع لجامعة عين شمس ، على أيدي خبير ألماني، كان يتردَّد على القاهرة لإجراء العمليات المستعصية ، حيث كان يعاونه حينذاك الدكتور محمد إبراهيم .تكلَّلت العملية بالنجاح ، ومعها شعرت بأنني عُدت إلى الحياة من جديد ، بعد أن مت مرتين وحينها كنت قد أصبحت في الصف الخامس الابتدائي .
كان إخوتي متفوِّقين في دراستهم، لكني ، نظراً لضعف نظري وازدواجية الأسطر وتداخلها لدى قراءتي لها ، كنت متخلِّفاً عنهم، فكان والدي دائماً يقول لي إنَّ إخوتك سيكونوا أطباء ومهندسين بينما أنت ستصبح مكوجياً . أخذت أبذل قصارى جهدي في الدراسة ، كي لا أكون كواءً ، ولأحقق طموحي في أن أصبح شرطي مرور، يرفع يده فتتوقف السيارات عن السير ، ويخفضها فيأذن للمشاة بالمرور. وهكذا ، دارت بي الحياة دورتها ، ويا عجلة الحظ دولابك يدور ويدور فيرفع الهابط، ويهبط بالصاعد، دوامة متحركة، أمواجاً متلاطمة مصيراً ونصيب، نعيم وشقاء، ميلاد وموت، ومجد وخلود لمن يريد بلا حساب.